فصل: (سورة الأحزاب: الآيات 32- 34):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{صياصيهم} جمع صيصية أو صيصة، اسم لما يتحصّن به حتّى الشوكة في رجل الديك أو السمك أو قرن الثو.
ووزن صيصية فعلية بكسر الفاء واللام وفتح الياء المخفّفة، ووزن صيصة فعلة بكسر الفاء وفتح اللام ووزن صياصي فعالي بفتح الفاء.

.البلاغة:

فن المناسبة: في قال تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ} إلخ الآية.
وهذا الفن ضربان: مناسبة في المعاني، ومناسبة في الألفاظ، وما ورد في هذه الآية من الضرب الأول، لأن الكلام لو اقتصر فيه على مادون الفاصلة، لأوهم ذلك بعض الضعفاء أن هذا الإخبار موافق لاعتقاد الكفار في أن الريح التي حدثت كانت سببا في رجوعهم خائبين وكفي المؤمنين قتالهم، والريح إنما حدثت اتفاقا، كما تحدث في بعض وقائعهم وقتال بعضهم لبعض، وظنوا أن ذلك لم يكن من عند اللّه، فوقع الاحتراس بمجيء الفاصلة، التي أخبر فيها سبحانه أنه قوي عزيز، قادر بقوته على كل شيء ممتنع، وأن حزبه هو الغالب، وأنه لقدرته يجعل النصر للمؤمنين أفانين متنوعه.

.الفوائد:

غزوة بني قريظة:
لما أراح اللّه عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأحزاب، أراد أن يخلع لباس الحرب، فأوحي إليه أن ينهي حسابه مع بني قريظة، فقال لأصحابه: لا يصلينّ أحد منكم العصر إلا في بني قريظة، فساروا مسرعين، وتبعهم عليه الصلاة والسلام، ولواؤه بيد علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، وخليفته على المدينة عبد اللّه بن أم مكتوم، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف. وقد أدرك جماعة من الأصحاب صلاة العصر في الطريق، فصلاها بعضهم، حاملين الأمر على قصد السرعة، وآخرون لم يصلوها إلا في بني قريظة، بعد مضيّ وقتها، حاملين الأمر على ظاهره، فلم يعنف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أحدا منهم. فلما بدا جيش المسلمين لبني قريظة، ألقى اللّه الرعب في قلوبهم، فحاصرهم المسلمون خمسا وعشرين ليلة، فعند ما يئسوا طلبوا من المسلمين أن ينزلوا على ما نزل عليه بنو النضير، من الجلاء بالأموال، وترك السلاح.
فلم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك منهم، فطلبوا النجاة بأنفسهم، فلم يرض أيضا، بل قال: لابد من النزول والرضى بما يحكم عليهم، خيرا كان أو شرا. فعند ما لم يجدوا محيصا عن قبول الحكم قال لهم عليه الصلاة والسلام: أترضون بحكم سعد بن معاذ؟
قالوا: نعم، فأرسل إليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاحتمل، لإصابته في أكحله وهو شريان الذراع يوم الخندق، ولما أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، ففعلوا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: احكم فيهم يا سعد! فالتفت سعد- رضي اللّه تعالى عنه- للناحية التي ليس فيها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقال: عليكم عهد اللّه وميثاقه أن الحكم كما حكمت، قالوا: نعم، فالتفت إلى الجهة التي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: وعلى من هنا كذلك؟ وهو غاض طرفه إجلالا لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم قالوا:
نعم. قال: فإني أحكم أن تقتلوا الرجال، وتسبوا النساء والذرية. فقال عليه الصلاة والسلام: لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبع سماوات. فجمع صلّى اللّه عليه وسلّم الغنائم فخمّست مع النخل، بعد أن نفذ الحكم فيهم، وضرب أعناقهم في خندق من خنادق المدينة وكانوا بين السبعمائة والتسعمئة.

.[سورة الأحزاب: الآيات 28- 29]:

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}.

.الإعراب:

{يا أيّها} مرّ إعرابها،، {النبيّ} بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا {لأزواجك} متعلّق ب {قل} {كنتنّ} ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء اسم كان، والنون حرف لجمع الإناث {تردن} مضارع مبنيّ على السكون في محلّ رفع والنون ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط {تعالين} فعل أمر جامد مبنيّ على السكون.. والنون فاعل {أمتعكّن} مضارع مجزوم جواب الطلب.. كنّ ضمير مفعول به، ومثله {أسرّحكنّ} {سراحا} مفعول مطلق منصوب.
جملة: النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قل} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {إن كنتنّ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تردن الحياة} في محلّ نصب خبر كنتنّ.
وجملة: {تعالين} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {أمتعكنّ} جواب شرط مقدّر غير مقترن بالفاء فلا محلّ لها.
وجملة: {أسرحكنّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتعكنّ.
الواو عاطفة {إن كنتن تردن اللّه} مثل إن كنتن تردن الحياة الفاء رابطة لجواب الشرط {للمحسنات} متعلّق ب {أعدّ} {منكنّ} متعلّق بحال من المحسنا.
وجملة: {إن كنتنّ تردن} في محلّ نصب معطوفة على جملة {كنتنّ} الأولى.
وجملة: {تردن اللّه} في محلّ نصب خبر كنتنّ.
وجملة: {إنّ اللّه أعد} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {أعدّ للمحسنات} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{سراحا} الاسم من سرّح الرباعيّ بمعنى الطلاق أو هو اسم مصدر وزنه فعال بفتح الفاء.

.الفوائد:

مناسبة الآيات وحكمها:
عن جابر بن عبد اللّه قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جالسا، وحوله نساؤه، واجما ساكنا، فقال: لأقولن شيئا أضحك به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه، لقد رأيت بنت خارجة: أي زوجته سألتني النفقة، فقمت لها فوجأت عنقها، فضحك النبي ص فقال: هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة فوجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة فوجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟ قلن: واللّه لا نسأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، حتى نزلت هذه الآية، فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك.
قالت: وما هو يا رسول اللّه؟ فتلا عليها الآية، فقالت: أفيك يا رسول اللّه أستشير أبويّ، بل أختار اللّه ورسوله والدار الآخرة، وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن اللّه لم يبعثني معنّتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما مبشرا.
حكم الآية: اختلف العلماء في حكم هذا الخيار، هل كان هذا تفويض الطلاق إليهن، حتى يقع بنفس الاختيار، أم لا. فذهب الحسن وقتادة وأكثر أهل العلم، أنه لم يكن تفويض الطلاق، وإنما خيرهن، على أنهن إذا اخترن الدنيا فارقهن لقوله تعالى: {فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ} بدليل أنه لم يكن جوابهن على الفور، وأنه قال لعائشة: لا تعجلي حتى تستشيري أبويك، وفي تفويض الطلاق يكون الجواب على الفور.
أما حكم التخيير، فقال عمر وابن مسعود وابن عباس: إذا خير الرجل امرأته فاختارت زوجها، لا يقع شيء وإن اختارت نفسها، يقع طلقة واحدة. وهذا ما عليه أكثر العلماء.

.[سورة الأحزاب: آية 30]:

{يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}.

.الإعراب:

{من} اسم شرط مبتدأ {منكنّ} متعلّق بحال من فاعل يأت {بفاحشة} متعلّق ب {يأت} {لها} متعلّق ب {يضاعف} {العذاب} نائب الفاعل مرفوع {ضعفين} مفعول مطلق منصوب الواو عاطفة {على اللّه} متعلّق ب {يسيرا}.
جملة: النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من يأت} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {يأت} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {يضاعف لها العذاب} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {كان ذلك} {يسيرا} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

.[سورة الأحزاب: آية 31]:

{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحًا نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقًا كَرِيمًا (31)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {من} اسم شرط مبتدأ {منكنّ} متعلق بحال من فاعل يقنت {للّه} متعلّق بفعل يقنت {نؤتها} مضارع مجزوم جواب الشرط {مرّتين} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده الواو عاطفة {لها} متعلّق ب {أعتدنا}.
جملة: {من يقنت} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يقنت منكنّ} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {تعمل} في محلّ رفع معطوفة على جملة يقنت.
وجملة: {نؤتها} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {أعتدنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

.[سورة الأحزاب: الآيات 32- 34]:

{يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}.

.الإعراب:

{نساء} منادى مضاف منصوب {كأحد} متعلّق بخبر ليس {من النساء} متعلّق بنعت لأحد {اتقيتنّ} فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط لا ناهية جازمة {تخضعن} مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم {بالقول} متعلّق ب {تخضعن} بتضمينه معنى تغتررن الفاء فاء السببيّة {يطمع} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء {في قلبه} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرض {قولا} مفعول به منصوب.
جملة: {يا نساء} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لستنّ} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {إن اتقيتنّ} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لا تخضعن} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يطمع الذي} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
والمصدر المؤوّل {أن يطمع} في محلّ رفع معطوف بالفاء على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منكنّ خضوع فطمع ممن في قلبه مرض.
وجملة: {في قلبه مرض} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {قلن} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
الواو عاطفة {قرن} فعل أمر مبنيّ على السكون والنون فاعل {في بيوتكنّ} متعلّق ب {قرن} {لا تبرجن} مثل لا تخضعن {تبرّج} مفعول مطلق منصوب {إنّما} كافة ومكفوفة وفي زائدة {يذهب} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {عنكم} متعلّق ب {يذهب} {أهل} منادى مضاف منصوب {تطهيرا} مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل أن يذهب في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
وجملة: {قرن} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: {لا تبرّجن} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: {أقمن} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: {آتين} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تخضعن.
وجملة: {أطعن} في محلّ جزم معطوفة على لا تخضعن أو أقمن.
وجملة: {إنّما يريد اللّه} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يذهب} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {يطهّركم} لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهب.
الواو عاطفة ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل {يتلى} ضمير هو العائد {في بيوتكنّ} متعلّق ب {يتلى} {من آيات} متعلّق بحال من نائب الفاعل {خبيرا} خبر ثان للناقص.
وجملة: {اذكرن} في محلّ جزم معطوفة على جملة أطعن.
وجملة: {يتلى} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {إنّ اللّه كان} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: {كان لطيفا} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{لستنّ} فيه إعلال كالإعلال في لستم... انظر الآية 267 من سورة البقرة.
{قرن} فيه حذف إحدى الراءين تخفيفا، وحقّه أن يقال اقررن أي اثبتن، ماضيه قرّ والمضارع يقرّ- بفتح القاف- قيل هو من باب فرح وقيل من باب فتح فلمّا بني الأمر على السكون لاتصاله بنون النسوة التقى ساكنان هما الراء المضعّفة، فحذفت الأولى تخفيفا ونقلت حركتها الأصلية وهي الفتحة إلى القاف ثمّ حذفت همزة الوصل لتحرّك القاف فأصبح قرن وزنه فلن.
{تبرجن} حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، أصله تتبرجن، وزنه تفعلن. تبرّج، مصدر قياسي لفعل تبرّج الخماسيّ، وزنه تفعّل، بوزن الماضي وضمّ ما قبل الآخر.
{تطهيرا} مصدر قياسيّ للرباعيّ طهّر، وزنه تفعيل.

.البلاغة:

التشبيه المقلوب: في قال تعالى: {يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ}.
فالتشبيه على القلب، والأصل ليس أحد من النساء مثلكن، أما إذا كان المعنى: لستن كأحد من النساء في النزول، فلا قلب في التشبيه.

.الفوائد:

الجاهلية الأولى:
قيل: الجاهلية الأولى هو ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وقيل هو زمن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، كانت المرأة تلبس قميصا من الدر غير مخيط الجانبين، فيرى خلفها منه وقيل: كان في زمن نمرود الجبار، كانت المرأة تتخذ الدرع من اللؤلؤ، فتلبسه وتمشي به وسط الطريق، ليس عليها شيء غيره، وتعرض نفسها على الرجال. وقال ابن عباس: الجاهلية الأولى ما بين نوح وإدريس، وكانت ألف سنة، وقيل: الجاهلية الأولى ما قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى: قوم يفعلون مثل فعلهم في آخر الزمان.